عن ترجمتي لرواية الظل خارج الزمان لهوارد فيليبس لافكرافت

في رواية #الظلخارجالزمان، يُناهض لافكرافت الحروب وتوابعها بطريقة ذكية جدًا، وبأسطر قليلة، لو أن هُناك ما أعرفه بألعاب السرد في الكتابة الروائية، فقد مارسها #لافكرافت باحترافية عالية، وكلما تقدمت في نص النوفيلا القصيرة، يُدعم الكاتب لديك هذا الإحساس، وهو هُنا لا يتحدث عن الحرب الكبرى، المُسماة بالحرب العالمية الثانية، بل يذكر الحرب العالمية الأولى الشنيعة بما يكفي، فالرواية كُتبت عام ١٩٣٥، وأحداثها تدور ما بين ١٩٠٨ و١٩٣٥.

يقول على لسان بطل الرواية:
“.. أعطتني الحرب انطباعات غريبة، تذكرت بعض عواقبها البعيدة! كما لو كنت أعرف كيف ستنتهي، وبإمكاني إعادة النظر إليها في ضوء معلومات مستقبلية..”

بل وفي لمحة تنبؤية، يذكر ألبرت أينشتاين، وهو في طور شبابه، وسعيه لتقليص الزمن إلى مجرد بُعد! لم يعرف لافكرافت وقتها أن اكتشافات أينشتاين ستُنهي الحرب العظمى بأبشع وسيلة.

ما نعرفه عن لافكرافت يتغير بعد قراءتنا للظل خارج الزمان، هنا لن نجد كتولو ويوج سوثوث ونيارلاثوتيب، هُناك ذكر من بعيد للقدماء الأوائل، وهُناك قوة غريبة تتحكم بطريقة غير اعتيادية في أقدار البشر، لن يتحدث عنها بطريقة مُرعبة، بل بتأصيل نفسي وعلمي -مع اعتبار قدم المعلومات التي يقدمها- والعجيب.. أننا لن نقرأ جملة حوارية واحدة!

تأتي رواية الظل خارج الزمان مُترجمة لأول مرة إلى اللغة العربية، ترجمة عمار المصري ود. أحمد تركي، صادرة عن دارك للنشر والتوزيع، وموجودة حاليًا في المكتبات 💪💪

أضف تعليق