في ذكرى رحيل أو قدوم أي غزو فضائي

تعالوا نفترض أن غزوًا فضائيًا أتى إلى الأرض، هدفه المُعلن هو تغيير نُظم تعاملنا مع البيئة مثلا، ربما ما نفعله بكوكبنا يؤذي المجرة بطريقة ما، ووظيفتهم كشرطي للكون هو حمايته وتحويل كل الأنظار والقلوب إلى طريقتهم العظيمة في التعامل مع الهدايا التي خلقها الله لنا، وفي سبيل ذلك قتلوا مليون نفس بشرية، مثلا يعني، أثناء نزولهم أول مرة ثم استعراض قواهم وتدمير قدراتنا الحربية، ثم توغلهم داخل كل شبر أرضي، وأبقوا على معظم المجتمعات الإنسانية أحياء وحاولوا ترويضنا وتعويدنا على أساليب حياتهم وتفكيرهم وديمقراطيتهم وووو.. ولا أتحدث عن أي أساليب ملتوية هنا، انقسم البشر بالطبع لعدة فرق، الغالبية العظمى انصاعت للغزو وحاولوا الاستمرار في العيش بأي طريقة حتى لو كان القمع والإرهاب هما سمة المُحتل، هُناك فرقة صغيرة تعصبت وقررت القتال والمقاومة ولو ماتوا جميعًا، ولو حاربوا بالعصي، كرهوا أن المجتمع يسكت ويُهادن الغازي فكل من لا يساعدهم عدو، ولكن أكثر فئة حاربوها وتربصوا بها ليسوا الفضائيين الغُزاة، بل الفئة الثالثة من البشر الذين رأوا في مُساعدة الغزو وإمدادهم بالمعلومات وترجمة الأوامر وإفشاء أماكن اختباء المُقاومين أفضل وسيلة للعيش وسط هذا الجنون، وما وقر في القلب يظل في القلب بالطبع، لن يقبل الطرفين وجود الأخر أبدًا وأسألوا عُباد (أيوا) في فيلم (أفاتار)..
الآن ندع الرغي جانبًا.. ولنفترض رحيل المُحتل لسبب ما..
ما حكم الانضمام للموالين للغزو؟ وما حكم الصاغرين المُحاولين العيش بأي وسيلة؟ وما حكم المُقاومين رغم معرفتهم أن الانتصار -لو حدث- معناه إقصائهم للمُخالفين لهم وعودة ريما لعادتها القديمة من قتل لبيئة كوكب الأرض؟
هذه حرب ولكل كائن منهم عقله وتفكيره، وأفعاله تحدد مصيره، وما تركه الغزاة على الأرض من انفصام في المجتمع أشنع من كونهم موجودين بالفعل، وهي سُنة الله في الأرض؛ الإبتلاء.

وربنا يخلي لنا الي اخترع حوار الغزو الفضائي عشان نتكلم وننتقد ومحدش ياخد باله.

7 Comments

أضف تعليق