اقتباس جديد من رواية #شقوق_الفزع

اقتباس جديد من رواية #شقوق_الفزع

***

تنبهوا في هذه الأثناء إلى تغير درجات الحرارة، لم يكن الجو باردًا بالخارج، كما يجب أن يكون فى الظلام والخلاء، أما بالداخل، فقد ازدادت الحرارة بشكل ملحوظ، يقرص الجلد.
دخلوا البيت، اشتياقًا للنور فوق كل شيء، سمعوا أصوات تأوهات وصرخات خافتة، بعد لحظات قليلة من الترقب اكتشفوا أنها تصدر من الغرفة التي يستند الشيخ العجوز عليها، والذي قال:
– ماذا أُعد لكم؟ شاي ساخن؟ عصير برتقال؟ أم تفضلون بعض الكولا؟
الصرخات تتواصل، مُتقطعة لكن مُتواصلة، فسأله عُدي:
– ما هذه الأصوات؟
قال تَقي الدين:
– يقول العجوز أن طفلًا ما يلعب البلاي ستيشن داخل الغرفة! وكأن هذا ما ينقصنا.
فقال العجوز:
– تحملوا الوضع أعزائي، لقد تحدثت إلى الشرطة وهم في طريقهم إلى هنا، لا تقلقوا، سيمضي كل منكم إلى حال سبيله، ويصل لمبتغاه.
فقال ياسر:
– كيف سيأتون؟ لعلمك، إن الطريق مقطوع من الجانبين بتلك الانهيارات الأرضية، ولا سبيل لأحد في الدخول أو الخروج من هنا.
رد عليه العجوز بحزم:
– سيجدون حلًا.
وقال منصور، الشاب المُلتحي:
– اتعشم هذا، البقاء في مكان كهذا يُثير الرعب أكثر مما رأيت في قريتي.
تطلعوا إليه جميعًا، وتشجع عُدي فسأله:
– وماذا رأيت في قريتك؟
تلجلج منصور، وقال بصوت مُتهدج:
– ل.. لا شيء، لا شيء.
الأصوات المريعة تتواصل، انتفضت نادية وقالت بعصبية:
– يا له من إزعاج، أجعلوا هذا الفتى يتوقف.
فقال العجوز:
– لا تقسوا على أنفسكم، ربما هو صوت راديو لا أكثر.
تحرك ياسر من مكانه وهو يقول:
– فليُطفئه إذن.
أوقفه العجوز بكلماته القليلة:
– انتظر، اشرب العصير أولًا، واجب الضيافة أولًا ثم أفعل ما تُريد.
توقف ياسر أمام العجوز، الذي قرب إليه كوبًا من عصير البرتقال، فأخذه ياسر وتجرعه دُفعة واحدة، ثم تحرك نحو الغرفة.
أما عُدي ونادية فشربا كوبين من الكولا، وقال لهما الشيخ:
– اشربا، لقد شرب من يدي كل المُتواجدين.
لم ينتهيا من شرب الكولا حين قال ياسر للعجوز:
– يا رجل، كيف ندخل الغرفة وبابها مُغلق بالسلاسل والأقفال؟
لم يُجب العجوز، بل ابتسم واتسعت نواجذه، فقال عُدي باستغراب:
– ماذا تقول؟ هل تعني أن ذاك الطفل محبوس بالداخل؟
أجاب ياسر بعصبية وهو يُشير إلى هناك:
– نعم، انظروا بأنفسكم! يا إلهي!
تبعوه والتوتر يغلب على مُحياهم، الحرارة المُنبعثة من الغرفة تلفح وجوههم، كأنهم يمرون بجوار فرن ضخم، كان حائط الغرفة على يمينهم، وجدوا عليه ثلاث لوحات قديمة، ذات ورق أصفر خالٍ من الرسومات، ويُحيط بكل واحدة إطار بُني قديم من الخشب.
قال علاء، الشاب النحيل:
– على الحائط الأخر أربع لوحات أُخريات.
استداروا يمينًا لينظروا إلى باب خشبي عتيق، لا يتجاوز طوله المتر الواحد، نُقش على الباب نفسه سبعة دوائر مُتماسة الحواف، ثلاثة فوق بعضهم في المنتصف، واثنين عن اليمين واثنين عن الشمال، وفي كل دائرة دائرة أخرى أصغر حجمًا، في شكل غريب يُثير الحيرة، وانقباض النفس، هُناك سلاسل حديدية فوق الباب، تنبعث من المُفصَلات على جانبه الأيسر ومن الباب نفسه، وهناك سبعة أقفال تتناثر عليه، والغريب أن الباب نفسه لا مقبض له!
باب مُخيف؟ تُرى ماذا يُخفي وراءه؟

***

تصدر روايتي الأولى #شقوق_الفزع في #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب إن شاء الله
إصدار دار #ابداع_للنشر_والتوزيع
في صالة 1 رقم A32 💖

مستنيكم 😍

أضف تعليق