ريفيو الكاتب د. محمود سمير عن رواية شقوق الفزعِ

رأيي لشقوق الفزعِ ؛

أحببتُ السفرَ وكنتُ أتوق إليهِ كثيراً و ظننتُ أنهُ متعلقُ بسفرِ الجسدِ بعيداً لمكانٍ أخرِ ، لكن عرضَ عليّ صديق السفر بشكلٍ أخر ، شكلُ لم أعهده من قبلِ ، سفر إلي الجحيمِ ، سفرٌ عبر شقوقِ الفَزعِ .

رواية شقوق الفزعِ للكاتبِ المحترفِ د أحمد تركي التي تناولتها لأولِ مرة بين يدي أمس الساعة الثالثة إلا ربع تقريباً من معرضِ الكتابِ المقام في مدينة الإسكندريةِ ، قمتُ بشرائها وهناك قامَ بالتوقيعِ لي عليهاَ بخط يدهِ .
الحقيقة بدأت في قرائتها أمس الساعة الرابعة في طريق عودتي إلي بلدي من المعرض وفتحتها في السيارة حتي كدت أتجاوز نقطة وصولي أو منزلي من شدة إندماجي بين صفحات الشقوقِ حتي أني حين صعدت إلي بيتي و جلست علي سريري لأتابع قراءتي لها بدون أن أغير ملابس الخروج في وقتها وكأن هناك نار جحيم بداخلي وهذه الرواية هي حطب جهنم !

أنهيتها في ساعتين كاملتينِ ، وهي رواية دسمة ، غنية بمصطلحات كثيرةِ أول مرة يتلقاهاَ عقلي ، حتي أن أحضرت مذكرة خاصة بي وقمت بتسجيل الكلمات الجديدةِ مع بعضها وحددتها بأقلام الفلوماستر لحين الحاجة إلي دخولها مرة أخري ، و الحقيقة أحسستُ أني في فيلم ذي فواصل إعلانية عديدة ، كأني في الجحيم ، رواية كلها ظلام لا نور فيها ، مخيفة حتي أنها تشبه نوع جديد من الشعرِ ذات ملامح إنسان يتحدث وهو مملوء بالكراهية والخوف ومع قراءة كل سطر تشعر أنك تقرأ سيمفونية أو معزوفة ذات أوتار موسيقية خاصةِ حتي أني حين كنت أقرأ صفحة لا أنتقل إلي التي تليها إلا إذا كنت قرأت الماضية مرة ثانية لأكب علي كلماتها الفخمة مرة أخري وأشبع ذاتي منها .

الرواية بدأت بتشويق مرعبِ يجذبك مثل السلاسل أو الكلاكيب التي جذبت سعيد وعلاء وتقي الدين وبسنت وغيرهم .

صدق من قالَ في حقكم !
الغرقُ هو قراءةُ رواية لأحمد تركي

أضف تعليق