مقدمة رواية فارس الحق

مقدمة رواية #فارس_الحق
بسم الله الرحمن الرحيم القائل {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، والصلوات والتسليمات على أشرف خلق الله (محمد بن عبد الله) وعلى آله وأصحابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه وأستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد خلق الله -سبحانه- أدم، وذلل لأولاده الأرض، فنشأت حضارات وذهبت أخرى، ذهبت بالحروب العالمية، والحروب الأهلية، والإبادات العرقية والاستعباد والاتجار بالبشر، ومحاكم التفتيش، والمؤامرات والإرهاب والانقلابات.
يموت البشر ويولدون، كما وُلدت مثلهم، في عالم يأكله الظلام، في دنيا تعج بالشهوات، في أرض بلا عدالة.
اسمى (أحمد عبد السلام العربي)، شاب مصرى مسلم، استيقظت يومًا بعد ما ظننته حلمًا غريبًا، ولكنه لم يكن كذلك، وفي ذات اليوم اكتشفت امتلاكي لقدرات خارقة، قدرات لم يسجل التاريخ أن أحدًا امتلك مثلها.
ومع القوى العظيمة، تأتي المسئولية العظيمة.
لقد خضت معارك ضارية، ضد فرق مُتحاربة لم أعلم بوجودها من قبل: شركة جاماتيك للأبحاث الجينية والتطور، جماعة الخلاص الجديدة، يونيكتاف، المُتنورون وفرسان المعبد والخيميائيون الأحرار، الجيش الإمبراطورى الجاندورالي، عُصبة البشر المتحورين.
لم أحاربهم وحدي، بل رزقنى الله بأصدقاء، شباب مصرى وبعض الأجانب، كلٌ تميز في مجاله، شكلنا معًا فريق (فرسان الحق)، {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}، وقد أرسيت مبادئها بنفسي، فإن كنت تريد أن تصبح فارسًا للحق، أو أن تعرف من هم، فأفهم هذه المبادئ الثلاث:
أن لا شيء يقين سوى الله تعالى، ما عداه، فكل شيء ممكن.
وأن الإنسان يُعادي ما يجهل، ويخافه.
وأن الإنسان يصدق ما يريد أن يصدق، لا الحقيقة نفسها.
كان لكل منا دينه، ومَشربه الثقافي، ووجهة نظره للأوضاع التي نعيش فيها، ولم يكن هناك وقت لإضاعته، فالعدو يسبقنا بالفعل، ويهجم علينا بكل ضراوة، يريد تفتيت قوتنا، وتشتيت شملنا، وكان أملنا في تعرف البشر علينا، فلما فعلوا انضموا إلينا وساعدونا، من كل أجناس الأرض، بل ومن خارجها أيضًا.
لم أُكره أحدًا على الدخول في الإسلام، ولا أن يسير على المنهج الذي اخترته لنفسي، بل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، الدعوة إلى الهدف الذي خلقنا الله من أجله، عبادته جل وعلا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، ولهذا تعاطف معي البشر، فقد ناصرت إرادتهم الحرة في الاختيار، وحاربت كل وسيلة تلغي عقولهم وتسلب إرادتهم.
ثم جاء يوم، سألت فيه نفسي سؤالين: أين الحقيقة؟! وما الطريق اليها؟! بحثت طويلًا، فكانت كل الطرق وعرة، والعدة قليلة، والأعداء كثر، وقد استعنت بالله فوجدت بداية الطريق، كل ما عليك فعله هو أن تسأل: ما معنى أن تكون إنسانًا؟ ابحث عن إجابتك الخاصة، فقط حينها يمكن أن تقف على بداية الطريق.
يومها عرفت الحقيقة الخاصة بي وحدي، الإجابات التي كنت أبحث عنها، أن كل ما حدث كان اختبارًا لإيماني بالله، ولتنقية روحي من الشبهات، يُعِدُني لأصعب مواجهة في تاريخ البشرية.
صنعت لنفسي وقتًا كافيًا، لاستعادة لياقتي، ولتحقيق العدالة، وكي يعلم الناس بوجودي، فجهزت المكتبة، وتزودت بالمعرفة، واخترت من سيخلفني، لكن الوقت لم يكفي قط، فالحرب آتية لا محالة، ولهذا السبب جلست أكتب، لعل الله يبعث بمن يحمل عني مهامي الثقيلة.
كل ما مررت به، بل كل ما مر به البشر، كل الحزن والدم والموت، كل السعادة والحب والصداقة، جعلوني ما أنا عليه الآن.
أنا فارس الحق، وهذه قصتي.

أضف تعليق