كل شيء عن الانتحار-قصة مُترجمة

كل شيء عن الانتحار
***
أمسك إسماعيل بالمسدس، ومسح به وجهه بلطف، ثم ضغط الزناد، وبانج، هُناك طلقة، شخص أخر ميت في المدينة.
الأمر يتحول لعادة سيئة.
في البداية أمسك المسدس الدوار، كان هُنالك في درج المكتب، ومسح به وجهه بلطف، وجهه إلى صدغه، وجذب الزناد، لا كلام يُقال، بانج، ميت.
فلنُلخص الموضوع:
القاعة واسعة، مُناسبة لهيبة وزير، المكتب يُناسب تلك الهيبة، يغطيه زجاج لا بد أنه سيعكس المشهد.
الصدمة!
عرف إسماعيل مكان المسدس، لأنه أخفاه بنفسه، لذا لم يُضِع مزيدًا من الوقت، كل ما عليه فعله أن يفتح الدرج عن يمينه، ويُدخل يديه، يُمسك المسدس، ويمسح به وجهه، ببشاشة غريبة، قبل أن يُصوبه إلى صدغه ويجذب الزناد.
كان أمرًا يصعب الإحساس به، ومُفاجئ بعد الشيء.
لم يجد وقتًا ليفكر في الأمر، كأنها إيماءة تافهة، فانطلقت الرصاصة.
هُناك نقطة فاتتنا: إسماعيل في الحانة، كوبٍ في يده، ويُفكر في فعله المُستقبلي، وتداعياتها المُحتملة.
لا بد وأن نعود إلى الماضي أكثر إذا أردنا معرفة الحقيقة:
إسماعيل في مهده يبكي، لأن الحفاض اتسخ، وليس هُنالك من يُنظفه.
هذه عودة زمنية زائدة!
إسماعيل في صفه الأول، يتشاجر مع زميل له، سيُصبح يومًا وزيرًا، وزميلًا، وخائنًا.
كلا، إسماعيل في الوزارة، ولا يقدر على البوح بما يعرفه، مُجبر على السكوت.
إسماعيل في الحانة، مع كوبه (الثالث) في يده، وقراره الذي لا رجعة فيه، موتة أفضل.
إسماعيل يدفع الباب الدوار في مدخل البناية، يُحيي الحُراس، مُتجهًا إلى حيث مكتبه.
وبمجرد دخوله، خطا سبع خطوات نحو المكتب.
الرعب.
فعل فتح الدرج، وسحب المسدس، ومسح وجهه به، ثم إماءة واحدة سريعة.
فعل التوجيه إلى صدغه.
وجذب الزناد.
فعل أخر! تبع السابق فورًا.
بانج، ميت.
وخرج إسماعيل من مكتبه -مكتب الرجل الأخر، الوزير- وعلى وجهه أمارات الراحة، رغم أنه يستطيع توقع ما ينتظره.
***
قصة لويزا فالينزويلا -1967
ترجمتها إلى الإنجليزية هيلين لين
والعهدة عليهم لأني لم أفهم بالضبط المغزى، لكن الطريقة السردية مختلفة؛ فأعجبتني وترجمتها.
* زمن القصة ومكانها، الاضطرابات السياسية في الأرجنتين

أضف تعليق