مراجعة المؤلف حسني الجهيني لرواية فارس الحق

  • قراءة في رواية “فارس الحق” للكاتب “أحمد تركي”

أتابع “أحمد تركي” وصفحته عن كثب. وهي من الصفحات التي نادرًا ما لا يخرج زائرها من استفاده. وأعتقد أن “تركي” يهدف منها أكثر من مجرد كاتب يريد الترويج لأعماله المنشورة، يمكننا أن نقول أن رسالة “تركي” الأدبية هي ترجمة المقالات الأدبية التي تتعلق بنواحي الأدب وصنعة الكتابة، ويمكنني أن أتوقع منه كتابًا منفصلًا قريبًا في هذا الصدد

أما فيما يتعلق بالترجمة، فهو مشروع مترجم (متمكن)، وكاتب (أخلاقي) ويمكننا أن نلاحظ هذا في تعليقاته، مناقشته للقضايا، ترفعه عن الجدال في كثير من الأمور وأخيرًا حديثه عن (فارس الحق)

وقت طويل مر أعتقد منذ أن أخبرت “تركي” بأنني سأبدأ الآن في قراءة روايته، إلا إنها وقع عليها ما وقع مع شخصية “نوح” وورك الدجاجة التي قام بدوره “اسماعيل يس” (اقصد هنا بالطبع الشخصية وليس الورك) في فيلم (الستات ميعرفوش يكدبوا) عندما كان كل ما يهم بالتهامها تأتيه كارثة تلهيه عنها

رواية (فارس الحق) هي رواية “تركي” الأثيرة، لم يكف عن التحدث عنها قبل وبعد نشرها، يشير إليها كلما جاء ذكرها إنها حلمه الأدبي، وأن بطلها هو الشخص الذي تمنى أن يكونه، ويمكننا أن نلاحظ ذلك في تشابه كثير من الصفات والعوامل المشتركة بين البطل والمؤلف في البنية الجسدية وأظن النفسية أيضًا

(التشابه بين البطل والمؤلف)
يمكننا أن نشبه عالم (فارس الحق) بعالم موازي فيه الأمور معكوسه وأحداثها مغايرة الواقع، وباعتراف (تركي) نفسه بأنه هو البطل وبدون اعترافه واتضاح ذلك في سمات البطل الجسدية، طبيعة عمله، أسمه الأول، مكان أحداث الرواية، فإن تلك النقطة تفجر علاقة التقابل والتماهي بين الشخصية والمؤلف، مع العلم أن كثير من الكتاب فعلوها على مدار تاريخ الرواية العربية منها التقابل التام في الأبطال كما في رواية (حسام الخطيب) (ابن ناهد) أو التقابل في بعض النقاط مثلما حدث مع شخصية (محسن) في رواية (عودة الروح) للكاتب (توفيق الحكيم).
أما النقطة التي يثيرها بند النقاش هي إن كان باستطاعة الكاتب التحرر من تمجيد البطل كنوع من النرجسية الذاتيه، أم أن انعكاس شخصية المؤلف كبطل للعمل يوفر لها إرادة مستقلة قائمة بذاتها قادرة على قيادة الروائي لا أن يكون هو القائم على قيادتها.
فأنا أعتقد ان “تركي” حين كتابته (فارس الحق) تأثر بأنه سيضطر في وقت ما الافصاح والحديث عن الملأ ربما في مقال في المستقبل عن تشابه الشخصية الروائية التي كتبها معه هو
. ربما في مقال بعنوان “(د.أحمد تركي) يعترف: (فارس الحق هو أنا ) فركز على الجانب الأخلاقي في القصة أكثر من أي شيء، وإظهار بعضًا من فلسفته واهتماماته، بل وقرآته كذلك.

(فارس الحق كفكرة)

فكرة العمل تدور حول الأبطال الخارقين، وهو العمل الثاني الذي أقرأه هذا العام ويدور أحداثه حول بطل خارق من بعد رواية (الغراب) لـ(عمار المصري)، الرواية تدور معظم أحداثها في مدينة الاسكندرية (مدينة المؤلف) ومحور الصراع حول فيروس موجه يصيب البشر للتحول إلى ما يشبه (الموتى الأحياء) كما أن نفس الفيروس يحول بعضًا منهم إلى (أبطال خارقين)، في حين يواجه البطل الحيرة في التعرف على أسباب اكتسابه القدرة الخارقة (الطيران) وسط رفاق لا يعرف عنهم شيئًا وأسئلة كثيرة . وعشرات من علامات الاستفهام

(اللغة في المخطوطة الأولى) [١]

تعتبر اللغة أهم عناصر الرواية فبدونها تكون رواية أو لا تكون، كما أنها تعكس كثيرًا من جذور تكوين المؤلف وثقله الأدبي، وقرآته، إن لغة قوية تعني بالضرورة كاتب قوي كما ان العكس اللغة الضعيفة تعني كاتب ضعيف .
لغة سرد المخطوطة قوية ورصينه، وإن امتازت ببساطتها كما يحتاج إليها العمل، عنى بها السارد التركيز على مشاعر الشخصيات، ووصف الأماكن، تعتمد على التصوير الواقعي رغم فانتازية الأحداث مع أكسب روايته صفة الموضوعية.

(فارس الحق وأسلوب شهادة الشخصيات)

استخدم “تركي” أسلوب شهادة الشخصيات في كتابة فصول الرواية، حين ترك لكل بطل من ابطاله الحرية في روي قصته كما رآها والجانب الذي عاصر أحداثه وعايشه وموقفه ورأيه فيه. وهو أسلوب سهل على القارئ متابعة الاحداث، وكسر جانب الرتابة في السرد المتصل.

(فارس الحق ونقيض البطل)
يمتاز (فارس الحق) رغم انضمامه الى فريق الأبطال الخارقين الطائرين على يمينه (سوبر مان) وعلى يساره (ايرون مان) بصفات تؤهله للوقوع تحت تصنيف نقيض البطل من وجهة نظري في عدة أمور منها:-
١- العيوب التي تميزه عن الشخصيات البطولية الخارقة مثل (الوسامة المفرطة كما في (كابتن امريكا) أو البنية الجسمانية والعضلية كما هو الحال مع (ثور)
٢- افتقاره إلى صفة المثالية البطل الخارق الذي بلا عيوب.
٣- افتقاده إلى جذور التكوين المأساوية ك(هاري بوتر) و(بروس واين)

(مآخذ على رواية فارس الحق):
بطء أحداث الرواية في النص الأول منها .

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=588305659575328&id=100051876963878

أخر أعمالي الورقية

أضف تعليق