اقتباس من الكتاب الأول في ملحمة #فارس_الحق

#فارس_الحق

دخلنا المسجد القريب من البيت لأداء الصلاة، تدور في ذهني أفكار مجنونة لما يُمكن أن أفعله بعد أداء الواجب الأبوي، أخرجتني تلك الوساوس من الخشوع في الصلاة وإني لأندم على كل لحظة قضيتها بعيدًا عن كنف الله، ومما دار في ذهنى أن أذهب إلى حيث ضربت الأرض، فمن المؤكد أن الموقع قد جذب الكثيرين ليدرسوا ما حدث هناك ويعرفوا سببه، لا تدري ربما كان الأمر كله خدعة من عقلي المهووس بالقدرات الخارقة والخيال الخصب.

تمسكت بحبل الله أكثر ودعوته مُخلصًا قدر إمكاني أن يُصفي عقلي من شوائبه، فتنبهت إلى حقيقة هامة وهى أني لا أذكر متى نمت على سريري، كل ما أذكره هو أني عدت إلى البيت وأسندت ظهري على الباب ألتقط أنفاسى وأدعو الله أن يُعيد لي هدوء عقلي وقلبي، لما تذكرت تلك الحقيقة عادت إلى قلبي الحيرة والتوتر، وشعرت بحرارة غريبة تغشى كفايّ اللّذين خرج منهما ضوء أزرق مبهر، كتلك التي خرجت من قبضتي لما ضربت الأرض، تلألأ في منظر مهيب جعل المُصلين يفزعون بعيدًا عني وهم يتعوذون بالله من الشيطان الرجيم، وتداخلت أصواتهم حتى لم أعد أميز كلمة واحدة، وغشى ضباب كثيف عينيَّ فلم أُعد أرى شيئًا، رُباه، كيف تحدث تلك الألاعيب الشيطانية في بيت الله ووسط أداء الصلاة؟ لما انقشعت الغمامة ببطء مرير عرفت أني ما زلت راقدًا مُستندًا على باب البيت! ما زلت على حالي المفزوع بعدما عدت من الخارج؛ لقد عانيت هلوسة شملت كل حواسي.

أضف تعليق