كيف كتبت ملحمة #فارس_الحق ٣

(٣)

سأقص عليكم بعض حكايات سبيلي في القراءة، ونحو الكتابة.

(تدور هذه الأحداث في الفترة بين ١٩٩٥-١٩٩٦)

قبل دخولي المدرسة، وفي سنتي الخامسة من الحياة، اكتشفت أن خالتي الصغرى مُثقفة، تقرأ الكتب.
كانت في الثانوية العامة وقتها، تحت فراشها، أرتني صندوقًا ضخمًا من الكرتون، يحوي مئات القصص والكتب.
حببتني خالتي في القراءة، وهي الآن مُدرسة، مُعلمة أجيال، أتفهم هذا إذ أنها نجحت في توجيهي.

كانت تجمع أعداد ملف المستقبل ورجل المستحيل وما وراء الطبيعة، أكثر ما كان يُقرأ في هذه الفترة من التسعينات.

حبي في القراءة جعل أمي تشتري لي مجلات ماجد وسمير وتان تان والعربي الصغير وبلبل أول ما ظهرت، وبالطبع فلاش وسماش ومجلدات ميكي، كنت التهم هذه المجلات التهامًا، وأخذها معي في الروضة، أذكر أن مكتبة الروضة كانت تحوي بعضًا منها، فأردت أن أخذها معي إلى البيت، ولم أُوفق للأسف.

لا أذكر أول ما قرأته بالضبط، غالبًا كان عدد ابن الشيطان من ملف المستقبل، أذكر هذا جيدًا لأني كنت أمثل وحش مبعوث الجحيم مع جدي قبل وفاته.

هذه الأعداد أصابتني بالخوف من الظلام، وهو ما استمر معي فترة طويلة، كنت اتدثر بالغطاء مهما كان الحر مشتعلًا، أحلامي كانت مُخيفة، وكنت اتحكم في رؤيتها كما اتحكم في قراءة الروايات.

عشقت رباعية ابن الشيطان، وخماسية الاحتلال، والعدد رقم ٥٠، الأسطورة.

ولما كبرت قليلًا، بكيت لما مات محمود في الزمن=صفر، وقلت أنها أعظم ما قرأت في حياتي.

لاحظوا أن عمري وقتها كان خمس إلى ست سنوات 😁

#

كيف_كتبت_فارس_الحق

أضف تعليق