دردشة عن رواية #شقوق_الفزع

دردشة عن رواية #شقوق_الفزع
أمضيت عام ٢٠١٦ في القراءة، إذ قيل لي أن السبيل إلى الكتابة السليمة هو القراءة المنهجية.
وفي العام الماضي، افتحت الصيدلية وأمضيت أوقات عظيمة لا أفعل شيئًا يُذكر، فوضعت قائمة قراءة تُنمي قُدرتي على الكتابة عامةً، وكتابة رواية فارس الحق خاصةً، وبعدما أنهيت كتابة الجزء الأول من الرواية، وقبلتها دار نشر كبيرة في شهر سبتمبر، على أن يتم نشرها في مُنتصف عام ٢٠١٨، اجتاحتني رغبات عارمة في كتابة المزيد، أردت الخروج من حيز عالم فرسان الحق الذي أرسم خطوطه العريضة منذ عام ٢٠٠٢، إلى عالم مُغاير، ربما يحدثان في نفس النطاق، وربما لا، لم أُقرر وقتها.
كتبت خمسة ألاف كلمة من رواية لم أُنهها إلى اليوم، وعنونتها بعنوان تقليدي، ثم كتبت مجموعة قصصية، تتكون من عدة قصص قصيرة لا تتجاوز الثلاث صفحات، وقصة أخيرة طالت بعض الشيء، أسميتها: شقوق رأيت عبرها الفزع، وأسميت المجموعة بنفس الاسم، لم أهتم في كتابة القصص بالحبكة ولا بالنهاية، كل ما همني هو الكتابة بأسلوبي الذي اكتسبته حديثًا، بعد أن أنهيت كتابة ٥٢ ألف كلمة من السرد المُتواصل في فارس الحق، وتجنب الخوض في الحوار في غالب الأمر، انتابتني سعادة غامرة، سعادة أب يشهد تكون جنين في رحم زوجته، وكتبت وقتها على منشورًا على الفيس بوك: أن القلم يكتب وحده دون تدخل مني، وهي الحقيقة وربنا أعلم، أنهيت المجموعة فتكونت على الوورد من أقل من مائة صفحة، ووضعت عليها الغلاف البدائي الذي صممته للرواية غير المُنتهية، ودون مُراجعة، ولا طلب رأي أحد سوى زوجتي وعبد للرحمن، أرسلتها إلى اثنين من دور النشر، فلم ترد إحداهن، وطلبت الثانية ٣٢٠٠ جنيه مقابل نشرها، وهو أمر أرفضه ولا أطيقه، فإذا توفر معي مبلغ ألف جٌنيه لن أُنفقه في مشروع لم أدرس أبعاده ولا جدواه، ليس الأمر كالصيدلة التي درستها ومارستها، ودخولي في عالم الكتابة كان للكتابة نفسها، لا للدعاية واكتساب المُتابعين وال Personal branding.
وبعدما مر المعرض، راجعت مُخطط رواية فارس الحق، ونحيت المجموعة القصصية جانبًا، ثم أرسلت الرواية إلى الدار في شهر مارس الماضي، واحتفيت بنفسي يومها في الواقع وفي العالم الافتراضي، ثم فوجئت -ودون خوض في تفاصيل- أن النشر سيتأجل!
وأصابتي اكتئاب من نوع غريب.
وبعد شهور من الشد العصبي والتعامل المزري مع الناس من حولي في البيت والعمل، رأيت منشورًا يُقدم فرص نشر روايات في أدب الرعب عند دار نشر كُبرى، كان هذا في مُنتصف شهر يوليو تقريبًا، وينتهي التقدم في الأول من أكتوبر، يعني شهرين ونصف، والمطلوب: رواية لا تتجاوز ال ٢٥ ألف كلمة، فوضعت نفسي في التحدي، هل يُمكنني كتابة رواية قصيرة جيدة في ٧٥ يومًا؟
أردت أن يكون التحدي أخر فرصة لي، إما ألحق بعالم الكتابة الورقية، وإما أتجه للكتابة الإلكترونية.
لماذا أكتب الجزء الثاني من فارس الحق، والجزء الأول لم تتم إجراءات نشره بعد؟
هداني ربي إلى فكرة تحويل المجموعة القصصية إلى رواية، فحذفت منها وأضفت، وربطتهم برباط أظنه جيدًا مُبتكرًا، اعتمدت على السرد أيضًا والوصف السريع، وحاولت الابتعاد عن الحوار النمطي والكتابة المُستهلَكة، كنت أكتب المشاهد في تطبيق مُذكرات سامسونج في النهار، وأعود فأضعه على الوورد في حاسوب الصيدلية، كتبت على الشاطئ في مطروح، وفي المواصلات، أنهيت الرواية في منتصف شهر سبتمبر، وراجعت لغتها وحبكتها في أسبوعين، وبعثتها.
ورفضوا نشرها!
وقبل هذا الرفض بأيام، قدمت دار إبداع مُسابقة نشر روايات في الرعب والفانتازيا، شرط ألا يكون المُتقدم ذو تجارب سابقة في النشر.
فتقدمت.
وبفضل من الله، نجحت.
قرار النشر هذا مُرعب، ستسمع كلمة تسرُك، وكلمات تنتقدك، فهل أنا مُستعد لهذا؟
استخرت الله فهُديت إلى المُضي في النشر، ربنا كريم عظيم، وأعلم أنه لن يخذلني، وأرجوه أن تكون أعمالي خالصة لوجهه الكريم.
إذا وصلت لهذه المرحلة من المنشور فلك عندي مُفاجآة، لقد أشرت إلى فارس الحق في رواية شقوق الفزع، في طريقة مُعقدة أرجو أن تنجح لربط عالميّ الروايتين في مرحلة ما من كتابتي.
أقرأوا الرواية، وأبحثوا عما كتبته عن فارس الحق، ومن ينجح في التوصل لهذا المقطع، له عندي مُكافآة قيمة.
دمتم في حفظ الله.

أضف تعليق