من روايتي الجديدة #شقوق_الفزع ضد #فارس_الحق

يُقال أن البؤرة الثانية قريبة من خرائب قديمة تُدعى #الفيل المشنوق، ولهذا قصة عجيبة يُصدقها الغربيون، ويُكذبها الشرقيون، يقولون في الغرب أن الأوائل كانوا أكثر تقدمًا من المُعاصرين، وإن كانوا في غيهم بعبادة رب واحد يعمهون، وكانوا يروضون الحيوانات ويضعونها في أقفاص، كحدائق الحيوان المهجورة المُنتشرة في كل مكان، أما بعضهم فاستخدموا الحيوانات في عروض يدفع البشر أموالًا لمُشاهدتها، يسمونها السيرك! فيه يجعلون الفيل يقف على قدمين اثنين فقط، والدب يصفق لهم فيضحكون، بل قيل أن الأسد الشامخ المُنقرض كان يقفز بين حلقات النار ثم يزأر، فيضحك البشر!
وفي يوم أسود، ظهر مروض أفيال مجنون، كان يضربهم أسفل أذانهم بالسياط فيطيعونه، لكن فيلًا ذكرًا منهم رفض الأمر، وتمرد، بجسمه وصوته، انتزع المجنون بخرطومه الطويل، وألقاه إلى حائط فحطم جسده، ثم دهسه فقتله!
ارتعب البشر الأوائل، كما هو حالكم لو شاهدتم الحدث، وقررت السلطة الحاكمة قتل الفيل، ضربوه بخمس رصاصات أقوى من رصاص بنادقكم، فلم يمت!..
فلما فشلوا في قتل الفيل قرروا شنقه! فأتوا بأكبر رافعة عندهم، وأشد الحبال، ورفعوه وسط هياج الأطفال وزعيق الكبار، لكن الحبال لم تتحمل وزنه فسقط على حوضه، فانكسرت عظامه بصوت زلزل العالم كله، ثم إنهم أعادوا الكرة، وتحملته الحبال، فمات مشنوقًا!
يُقال أن الفيل أسمع كل بشري صوته وهو يموت، وعلى مدار أعوام وأعوام، يزعق أحيانًا ويهمس أخرى، حتى استجابت له الصفائح تحت الأرض، التي تكون عالمهم، فغضبت، وتغيرت، وتنافرت مع البشر والسماء، وتحول شكل القارة إلى فيل ضخم، في كارثة أقدم من الكارثتين الكبرى والصغرى، ومن كارثة ساكرامنت نفسها، وأكثر هولًا ودمارًا، وشناعة.
كارثة تغير شكل العالم! تخيل؟!
كلها تفسيرات لوصف بدء الحياة المعاصرة، لكن.. ما مدى صحتها؟

من روايتي الجديدة #شقوق_الفزع ضد #فارس_الحق وبتصرف لمنع حرق الأحداث واستخلاص العبرة

أضف تعليق