مقطع من روايتي الثالثة #عند_جبل_الوعد

مقطع تشويقي من روايتي الجديدة
حيث يتحارب #شقوق_الفزع ضد #فارس_الحق

***

رائحة تنبعث من جسد إمرأة ميتة، شعرها الأسود والدماء الجافة عليه أخفيا وجهها، تسند ظهرها على الحائط في وضع استسلام، من قتل المسكينة؟ ليس هذا وقت التفكير، فليُعجل بالخروج من الحانوت الذي تحول إلى مقبرة، أخذ بعض عُلب الفاصوليا، وعبوة بلاستيكية فيها قطع باذنجان رفيع، ومن فوق رأس الجثة رأى عبوة جبن أبيض!
مشى نحوها في بطء، توقف أمامها، وتأملها، هُناك جُرح غائر في كتفها، جفت الدماء عليه في طبقات مُختلفة الألوان والحواف، مد يده ليُمسك بالعُلبة، فتحركت!
أصابته لوثة هلع، كاد يفقد توازنه، نجح في الامساك بالعُلبة، ولا يعرف كيف وُفق في هذا، ابتعد إلى باب المخزن، رأها تُحرك ذراعها لجُزء من الثانية، ثم تتوقف عن الحركة، لتعود لوضع الثبات، والموت!
هل تحركت بالفعل؟ أم هي بوادر جنون؟
لا داعي للتفكير، خرج من المقبرة، وركض نحو بيته، وبعد عدة أمتار أحس بالتعب، فأكمل طريقه بسير بطئ.
ماذا أصاب العالم؟ هل انهار بالفعل؟ أم بقى فيه بعض الأمل؟
من بعيد، لمح ثلاثة رجال يعبرون الطريق، مُمسكين ببنادق طويلة الفوهات، انخفض الشاب كي لا يرونه، وأخفى جسده خلف عمود نور قديم، لا يعمل ولن يعمل.
ثم واصل السير بعدما اختفى الثلاثة في طريقٍ جانبي.
الوضع مُزرٍ لهذه الدرجة إذن!
ومع اقترابه من مدخل حيه، التصق بجُدران المنازل، خوفًا مما هو آتٍ، تخيل للحظة أن السير في الصحراء أكثر آمانًا، رغم أنه لا جُدران، ولا أسقف، عقله يعبث به في وقتٍ مُمتاز.
هُناك أصوات داخل البيوت، لم يتبين منها شيئًا في غالب الأمر، أُناس يتكلمون، زمجرات، بكاء، صفعات، أشياء تتحطم، صراخ، أحدهم كان يُغني!

***

انتظروها قريبًا بإذن الله.
قولوا يا رب 🙏💪❤️

أضف تعليق