لا تستسلم يا بُني، لا يغرنك سير السائرين إلى وجهاتهم، لا تغرنك ضحكاتهم، لا تغرنك غفلتهم، أنت الفارس يا بني لا هم، هناك في الجانب الأخر ما تشتاق إليه بحق، لا شيء في الدنيا سيُرضيك، لا شيء هنا يبقى، ما تحتاجه هو سيرة حسنة وعمل صالح وولد طيب يدعو لك، كل ما عدا ذلك تراب، للروح غذائها يا بني فلا تتناسى، هذا ما يجعلك تغضب، هذا ما يُثقل صدرك، صدقني، لحياتك غاية عُظمى، سينجو على يديك الكثيرين، أعرف ذلك لأني رأيته، وأعرف إن ما يضيق بصدرك هو ما يجعلك الفارس، لا تنم دون أن تجدد عهودك، ودع عنك أخطاء الأخرين، لا تتحدث كثيرًا يا بني، ستكتب وتتعب، أعرف ذلك، لكنه قدرك ولا أعرف من سيمنعك، المهم أن ترضخ لقضاء الله، فما أتاك ما يكسرك إلا ليزيدك قوة، لا تستسلم يا بني، دعني أذكرك لأنك تنسى، الإنسان ينسى، لسنا ملائكة ولكننا لا نرضى أن نكون من الشياطين، عامل ربك في الناس قبل أن تعاملهم، وستهدأ قليلا، تذكر جائزتك العظمى، أطلبها من ربك ولن يبخل بها مالك خزائن السموات والأرض، تذكر قواك العظيمة، وتذكر مسؤوليتك العظيمة، هم ليسوا مثلك، لا تطلب منهم شيئًا، خُض الصعاب وقاتل، لهذا خُلقت، فإن تبعوك نجوا، وإن نكصوا هلكوا، تعلم أنها الحقيقة يا بني، لكن لا يراها غيرك، أو من شاء ربك أن يُبصرهم، دعهم في طغيانهم، لا تجادل، ولا تنافق، لا تفعل ما يرضيهم ويغضب الرب، لا تقاتل في معاركهم، لا تشتهي طعامهم ولا كلامهم، توقف، توقف وعد إلى رشدك، عد إلى عهودك، تذكر قواك، تذكر ما أنت عليه، تذكر ما ستموت من أجله، تذكر من يتخذونك مثلًا لا من يُريدون سحبك إلى الدنيا، لا تكن مثلي يا فارس الحق، أنا فشلت، وأنت.. أنت لا يحق لك الفشل، لن تفشل، لا تستلم من الدنيا هراءها، لا تستلم سمومها، لا تبتسم لها فهي لن تتبعك، بل أنت من سيرضخ لها فتنسى، وإن نسيت خسرت، وإن خسرت لا يبقى لما أكتبه معنى..
انتصر يا بُني، أعرف إنك قادر على فعلها، فلا أحد على وجه الأرض يعرف ما أنت قادر على فعله.
كتابات د. أحمد تركي 