سماء هادئة-قصة مترجمة من موقع كريبي باستا

#سماء_هادئة (القصة الكاملة)
(1)
نادينا النجوم، أطلقنا صرخاتنا لتخترق الظلام.
هكذا بدأ الأمر.
أحسسنا بالتقزم، يؤرقنا الفراغ الشاسع حولنا، نتحسس ما يُحيط بالعالم من الخارج، كجلد حيوانٍ فريد، لا نفهم ما بداخله.
ودون سبب يدفعنا للمعرفة؛ سوى الفضول.
الفضول؟ نعم، لكننا بالأحرى كنا خائفين، إلى حد الذعر المميت، نحن أطفال بالنسبة لعمر الكون، بل كالرضع، في عمر أيام قليلة.
وكأي طفل تائه، لا يجد والديه، فعلنا الأمر الوحيد الذي قد يفعله؛ طلبنا المساعدة، بعلو صوتنا، عل أحدهم يستجيب.
ولسنوات، بعثنا برسائل إلى النجوم، وإلى الظلمات خلفها، ثم بحثنا ومسحنا السماء، عن أي استجابة.
– هل نحن وحدنا؟
وظلت السموات هادئة، دائمًا، بإشارتها وأصواتها، وأمطارها وبرقها ورعدها، هدوئها وزعيقها المعتاد.
لا شيء جديد.
لكن الطفل حين يبكي، لا يتوقف حتى يأخذ قطعة الحلوى.
ونحن لم نتوقف.
أرسلنا نداءاتنا إلى كل أنحاء الفضاء، ولعقود تلو عقود، لا بد أن أحدهم هُناك، لسنا وحدنا، لن نؤمن بهذا أبدًا.
لكننا لم نتلق أي استجابة، لسبب غير معلوم.
وكلنا نتذكر يوم تغير كل هذا.
يظنون أنها استجابة لرسالة أريسبو، المُرسلة عام ١٩٧٤، استلمناها منذ عدة أشهر، على جزئين منفصلين.
اُستقبل الجزء الأول عند مرصد هات كرييك بكاليفورنيا، التقط مسبار ألين ما بدا كتداخل ستاتيكي، استمر لما يزيد عن ساعة؛ كانت أصوات غامضة، كطنين زاعق
استمرت دون توقف، لم نكتشف معنى الرسالة أبدًا، هذا إن كان لها معنى في الأصل.
ما عرفناه هو مصدر الرسالة؛ مكان ما في مجموعة هرقل النجمية، قرب سديم ميسييه الثالث عشر
وبمجرد توقف الإشارة، بدأت الرسالة الحقيقية.
أول اتصال، بكائن فضائي ما.
سُئلنا:
– من.. هُناك؟
لم نتلقى السؤال عبر أجهزة الراديو، بل كصوت، سمعناه داخل رؤوسنا جميعًا.
إنه.. يسألنا جميعًا!
لقد سمعته، وسمعته زوجتي، سمعه الكبير والصغير، بل والأصم كذلك.
كلنا، في شتى بقاع الأرض، سمعنا الصوت يهمس بالسؤال، بكل اللغات الحية.
أتذكر تلك اللحظة بصفاء عجيب، سأله بذاك الصوت المألوف، غير القابل للوصف، الصوت الكامن في عقولنا، وكأن إحدى أفكارنا تمردت، وقررت أن تتحدث إلينا مُباشرة.
توقف العالم، الكل يستمع لما هو آتٍ:
– أين.. أنتم؟
سؤال ثقيل، تسرب إلى ثنايا عقولنا لساعات، ثم لأيام، فأسابيع.
ذاك اليوم غير كل شيء.
هُناك المتشككين من صحة كل ما يحدث، ومؤيدي نظرية المؤامرة، والمتدينين يرون أن الرب قد تحدث إلينا، وقد جاء وقت الخضوع لعزته، وهُناك من أدعوا أنهم لم يسمعوا شيئًا، ومن يقولون أن الكائنات الفضائية كلمتهم، وبشرتهم بالرسالة السرية، وبالطبع هُناك من هم مثلي، المؤمنين بكون الرسالة محاولة من حضارة غير أرضية للتواصل معنا.
يستعدون لإخراجنا من الظلام.
وكنا مُخطئين..
لم نتصل بحضارة فضائية، هذا مؤكد، إذ لا شيء يدل عليه، أو على الأقل، لم تفهم عقولنا البشرية الأدلة.
لقد طرقنا أبواب النجوم البعيدة، والتقطت صرخاتنا أذان، أذان شيء لا يُمكن استيعابه.
شيء جائع، ومُخيف.
الصوت!
بدأنا نُدرك خطأنا حينما زمجرت الأرض، تحت أقدامنا، وفي كل مكان، الأرض تنوح بصوت مكتوم، ترتجف، تراقص الطمي والتراب، لم نعرف السبب، عقولنا مشغولة، وأجهزتنا لا تُدرك الحاصل.
ثم علت أصوات أخرى.
أصوات صراخ من القبور، وفي آنٍ واحد.
الأموات يصرخون، كل رجل ميت، وإمرأة، وطفل، يتقلبون في مرقدهم.
القبور نفسها تصرخ.
وكذلك كل الحيوانات، كل كلبٍ وقطة، والحيتان القديمة، والطيور في السماء، الكل يصرخ ويبكي.
حتى التوابيت، ترتجف.
وعلت أصوات العويل في كل مشرحة على وجه البسيطة.
ثم توقف كل ذلك، في نفس اللحظة، وهي ذات اللحظة التي ساد فيها العالم صمت مُعظَم.
ووسط هذا الهدوء، عاد الصوت ليملأ الأجواء، ويقول في كل عقل:
– أنا.. أسمعكم..
أتى كهمسة من خلفنا، صوت كلي القدرة، ساخر بغرابة، تواجد حقيقي نشعر باقترابه.
رغم ما يوحي إلينا به، أنه لا زال بعيدًا.
تركنا نلتقط أنفاسنا المُتلاحقة، قبل أن يتحدث مرة أخرى، ليعدنا بما نعرف أنه سيحدث:
– أنا.. قادم..
واختفى الصوت، ليمتلأ جو الأرض بالصراخ.
من الأحياء هذه المرة.
(2)
بعدما ذهب الصوت، تمسكنا بأجهزتنا، علها التقطت ما لم نُلاحظه!
سيطر الهلع على الملايين حول العالم، وسادت الفوضى، وتمكنت من كل الشوارع.
مات الألاف، إطلاق نار ودهس واقتحام منازل.
أطلق الناس على من ماتوا يومها لقب: المُنتشين.
أما من بقوا منا، الأغلبية، فأسموهم: الملعونين.
استمر صراخ الأموات، وهو أول أعراض الصوت الجانبية، وهو وحده أكسبنا الشعور باقتراب صاحبه.
كلما اقترب، كلما تعزز شعورنا به.
في تلك الليلة، لاحظنا أن النجوم تنزف، يتساقط منها الدم! وهذا لأول مرة.
أسودت السماء من ناحية الغرب، سواد مشئوم يفوق سواد الليل، تتوسطه حلقة من النجوم، تبعث إلينا بضوء أحمر، وكأنهم ينزفون!
كألوان الطعام الاصطناعية حين تتساقط في الماء، تدور الأضواء في دوامة تخيلية، وتسري حول حواف كتلة غير مرئية.
عرفت وقتها أني أُحدق في وجه صاحب الصوت.
أو الصوت نفسه.
ادعى العلماء أن لا شيء هُنالك، وأن الرادارات وماسحات السماء لا تلتقط شيئًا،
والتيليسكوبات لا ترى سوى ظلمات مُتراكمة في تلك البقعة من الفضاء.
لكن الدليل يقع أمام أعيننا رغم كل ذلك، إذ تتسع تلك الحلقة المُظلمة كل ليلة، ولا تتوقف النجوم عن نزف مزيدٍ من الدم.
نُراقبه وهو يقترب.
وفي النهار، يُحيينا جحيم جديد، تشتد الأعراض الجانبية، ما يحدث لا يُكطن البحو به، ولا الحديث عنه.
بدأت الحيوانات تختفي، كلهم بلا استثناء، لا أثار لهم ولا لجثثهم.
هربت الحيوانات الأليفة بعنف بالغ، هُجرت الغابات، وأُفرغت المحيطات من سُكانها، وسكن الهواء.
حتى البشر صمتوا، فبدا العالم فارغًا، ووحيدًا.
بانتظار موجة التسونامي.
منذ أسبوعين، حاول العلماء التحدث إلى الصوت، في محاولة للتفاهم معه، أخبروه بما يحدث في العالم؛ الذعر المُتفشي، واختلال التوازن البيئي، وسألوه عدة أسئلة.
لم يرد عليهم، مهما ألحوا عليه واستعطفوه.
إجابته كانت مُختلفة، غير مُتوقعة إلى حد ما.
ذات ليلة، اشتعلت السماوات بضربات من نار، ظلت مُشتعلة لساعات، مُزينة بدرجات الأحمر والبُرتقالي.
لم نُدرك أثار ما حدث إلا اليوم التالي، غزا التشويش كل أجهزة التلفاز، وتوقفت الهواتف عن العمل.
جلسنا بلا حيلة، ونحن نُشاهد أقمارنا الصناعية تتساقط فوق رؤوسنا.
ما كان من التقارير الرسمية السرية تحول إلى إشاعات تنتشر بسُرعة، الجنون يتوغل، والحكمة البشرية تختفي، الهواء يسقط فوق رؤوسنا.
الصوت هنا، كلنا شعر بذلك.
أمطرت السماء لأسبوع بعد سقوط الأقمار الصناعية، مطر مالح، مُلوث بقذارة حولت كل الحياة الخضراء لسوداء.
ربما اصطحبت الأقمار الصناعية هذه القذارة معها، أثناء سقوطها، ربما هي الغيوم السوداء كالفحم، التي أخفت الشمس، وأغرقت الأرض في الظلمات لأيام.
وحينما انقشعت الغيوم، رأينا السماء الخالية، الهادئة، تقترب من رؤوسنا، لونها يقترب من الرمادي الباهت، ولا تُرى الشمس في أي موضع.
حتى الشمس هجرتنا.
ولا سبيل للتفرقة بين الليل والنهار
بعض الناس ادعوا رؤيتهم لكائنات تتمشى في الظلام، بأطراف طويلة، ووجوه مشوهة، يكمنون في أضيق زوايا النظر.
كائنات بالغة الطول، ذوات جلد أبيض، هكذا رأوه برغم الظلام الدامس الدائم، جلد مُنصهر، مُتعفن، وكأنه شفاف.
يظهرون للحظات خاطفة، ثانية أو اثنتين، ثم يختفون دون أثر!
اعتقد البعض أنها أول خطوات الغزو الفضائي، لكن الغالبية لم تتيقن مما يجب الاعتقاد به.
ما نعرفه هو.. هذا ليس أمرًا عاديًا، ولا سهلًا، ربما هي هي هلاوس عالمية، جنون من نوع ما، وسبب ما، يُمكن تحمله، والاعتياد عليه، والعثور على حلٍ له، على أمل أنه غير مؤذٍ.
يعني.. على نفس القدر من الأذى الذي سببته صرخات الأموات، والحيوانات المفقودة، والسماء الميتة.
وبمرور الوقت، تكرر ظهور الكائنات المخيفة، رأها كل بشري، ولو لمرة واحدة، لكن لا يستطيع أحد التيقن من طبيعتهم، أو من سبب وجودهم.
لم يتواصلوا مع أي أحد بأي شكل، لا بالكلام ولا باللمس، ولم يؤذوا أحدًا بالطبع.
وصفهم الكثيرين بوصف مُشترك عجيب، وجوههم المُشوهة تحمل ملامح من يشعرون بالأسف، والعزاء، قال البعض أنهم يجلسون عند البيوت، كالحُراس، البعض قالوا أنهم يبدون كالحزانى على حالنا.
واشتهر قول لأحدهم، أنه رأى كائنًا يسجد على الأرض، يُشبك يديه الطويلتين أمام رأسه، وكأنه يُصلي من أجلنا.
لكن الصلاة لم تُجدِ نفعًا بالنسبة لنا.
الكنائس، وأماكن العبادة، التي فرقتنا لعقود زمنية طويلة، فشلت في زرع الأمل فينا، تركهم الصوت يصلون، ويأملون، لكن بعد عدة أيام..
احترقت كل الكُتب المقدسة، كل إنجيل وقرآن..
هرع الناس إلى مراكز إيمانهم، يُريدون شفاعة بأي شكل، امتلأت أماكن العبادة كلها بالبشر، مؤمنين وغير مؤمنين، لكنها عانت نفس المصير..
انصهرت الحوائط، واندمجت مع أجساد الناس، وأمالهم، وألسنتهم المُلتهجة، فخ أخير لعقولهم.
بدا للمُلحدين أن الأمر يفوق قدرة الرب على المُساعدة.
من تبقوا توقفوا عن الدعاء والرجاء.
ننتظر.
أتت الرسالة الأخيرة، إلى عقولنا مُباشرة كالعادة، لينطق بالحقيقة الواضحة:
– أنا.. هُنا.
#سماء_هادئة (الجزء الثالث والأخير)
———-
“ظلام جديد يسود ما وراء الأفق، أحضر معه صراخ أرواح لا تُحصى.
يتحرك بسرعة مُخيفة، النجوم تموت الآن، لا تنزف فحسب، لن أراهم بعد ذلك أبدًا.
وسيموت الضوء برحيلهم.
لا أترك كلماتي تلك كتحذير، فلقد سبق السيف وقطع الزمن، في الحقيقة، اعتبروا ما قلته كاستدراك عقلي أخير؛ أخر البشر سيعرفون الحقيقة، تسائلنا طويلًا عن حقيقة وجودنا، وحقيقة وجود غيرنا في الكون، هل نحن وحيدين؟ ضائعين؟ هل نحن بأمان؟ مخفيين عن الأخطار؟
الكون غير محدود، ومعرفتنا به محدودة، مُحاولتنا للتوغل في الظلام خطأ، خُلق النور ليُرشدنا، والظلام ليُهلكنا.
تقترب الدقائق الأخيرة، والحقيقة الوحيدة.
ويسود هدوء سماوي لا أعرف متى سينتهي.
(بدأ الخط هنا يسوء، وكأن كاتبًا أخر يستكمل ما بدأ! يستطرد ليحكي قصة أخرى، أو يستدرك، ليمنحنا تفسيرًا مغايرًا)
* القصة الأصلية تنتهي هنا، الباقي استدراك مني كمترجم.
أو بالأحرى، ظننت أن النهاية ستقع وقتها، مع إعلان الرعب الكوني القادم وصوله.
هل هو الرب؟ أم مجرد شر شنيع! أنى لينتقم منا، لسبب أو أخر؟
الكون شاسع الاتساع، له حدود لكن عقولنا القاصرة لن تُدرك وجودها، أظن أن هذا سبب تصرفات الرعب الكوني القادم، تصرفات غريبة لا معنى لها!
في البدء، ظننت أني على حق، لم أؤمن بوجود قوة عُليا تتحكم في مصائر الخلائق، لذا حين جاء، وبدأ يُخفي الحيوانات ويُغير السماوات، تزعزع يقيني.
ثم، لما حرق الكتب الدينية وقتل المُتمسكين بالأمل من المُتدينين، ظننت أن الرب الحقيقي ناقم على تصرفاتهم الأزلية، من قتل وإرهاب وحملات مُقدسة و..
كل ما هُنالك من أسباب أدت لظهور مُنكري وجوده وقدرته.
أمور تُذهب العقل، لا تُبقي عليه!
هل أتى ليُفهمنا أن العقل هو الرب؟
هذا ما ظننته وقت وقوع الحدث الأخير، من تبقوا لا يعرفون الأمل، يحبون الحياة ولا يؤمنون بوجود حياة أخرى، هل سيُعاقبنا أم يُكافئنا؟
نحن من استدعيناه؟
هل نسانا ثم تذكرنا؟ أم ماذا بالضبط؟
أذكر أني رأيته، جسم مُستدير في الفضاء، ربما هو مُظلم، أو هو مُضيء لدرجة لا تفهمها عقولنا، هو هُنا، كما سبق وأعلن، رأيته يضمر، حجمه يصغر، ظهرت السماء الهادئة من خلفه، بازرقاقها اللطيف، وشمسها الساطعة وكأنها استعادت طفولتها النجمية، رأيت الناس من حولي، قلائل منهم يتطلعون إلى الرعب الفضائي ضئيل الحجم، عظيم الأثر، والباقون، ينظرون إلينا في توتر، وكأنهم لا يهتمون بما يجري في السماء.
ظننت للحظة أنه سيُفجرنا بقُنبلة نووية ذات قدرات مُطلقة.
هذا لم يحدث!
لم تقم القيامة!
لم ينتهِ العالم!
رأيت الكرة المُخيفة، التي طمعت في كل ظُلمات الكون، تطير بسُرعة خارقة، عبر الجبال والمُحيطات، ثم تُبطء سُرعتها، نحو أرض زراعية متوسطة الاتساع، تخترقها سكة حديدية، أصوات القطارات المُتسارعة المُحترقة لأغشية الزمان أصمت أُذناي، اختفى الرعب الفضائي هُنالك في بُقعة ما، سمعته يقول:
– وسأظل.. هُنا!
وكأنه يتحدث إلى عقلي وحده، لا يُكلم غيري، هكذا أحسست ولا تسألوني عن السبب.
لا يُدرك العالم شيئًا عما حدث، تكلمت، صرخت، بكيت، أعلمتهم جميعًا بما رأيت، لكنهم أنكروا، كذبوني، قالوا أني مجنون، الحيوانات حية، استخرجوا كبد وعنبر الحيتان، أروني هذا على اليوتيوب، النجوم لم تنزف يومًا، دور العبادة سليمة في مجملها، ولا تزال النزاعات الطائفية والعرقية مُستمرة.
العالم كما هو، وعقلي وحده انصهر، ليُخرج تلك القصة التي أؤمن بصدق وقوعها.
ذهبت إلى أطباء نفسيين لا أُحصي عددهم، أصابت جسدي تشنجات عنيفة، إذ أُدرك حقيقة كوني وحدي، ولا اجد أحدًا ممن رأيتهم يُحملقون في الرعب الفضائي كامل القدرة، دواء وحيد أكسبني صفاء ذهني طفيف، أقراص أوكسكاربازيبين تركيز 300 مجم، ووجدت كلمات القصة تتراص في عقلي، دون إرادة مني، بصوته الذي غزا عقلي، كتبتها على الحاسوب وعلى الأوراق، ما على الحاسوب بعثته إلى بريد إلكتروني حفظته في غفلة من الزمن، وما لى الورق بعثته إلى صندوق بريد عابر للمحيطات، لا ينتمي للولايات المُتحدة، وربما لا ينتمي لعالمنا كله..”
***
– هل هذا كل شيء يا سيد (بينتلي) ؟
– نعم سيدي المدير.
– وأين هو الآن؟
– في بلوك سي-42 بالمنطقة 51
– وباقي النزلاء؟
– سيتحدثون سيدي، سنعرف الصورة الكاملة قريبًا.
– أرجو هذا، الأمر يفوق الخطورة التي توقعناها، هل بحثتم عن النص الذي قال أنه بعثه إل بريد إلكتروني ما؟
– نعم سيدي، لم نعثر على النص كله، لكن عثرنا على مقاطع لا تتجاوز الخمس كلمات، مثل: (بعدما ذهب الصوت، تمسكنا بأجهزتنا) و(غزا التشويش كل أجهزة التلفاز) و(أقراص أوكسكاربازيبين تركيز 300 مجم)، استقبلتها عدة أجهزة حول العالم، هي عملية مُعقدة كما تُدرك سيدي المدير، نحن نعمل بكل طاقتنا، وسنُبلغك بكل التطورات.
– السيد الرئيس يُلح عليّ كل ساعة يا سيد (بينتلي)، وغير مُقتنع بعدم امتلاك مدير وكالة الاستخبارات المركزية لمعلومات عن وباء مجنون أصاب عقول الألاف حول الأرض، هذا تقصير في حق الولايات وفي حق سيرتي الذاتية.
– سيدي، أخبرتك ألا تقلق، الموارد التي خصصتها لي أتاحت لنا العثور على مائتي أمريكي ومائة أجنبي ممن أصابهم الأمر، ألسنتهم مُنعقدة وهذا كل ما بالأمر، المعلومات التي نستقيها منهم ستُفهمنا أصل الأمر، ما أطلبه هو بعض الصبر، كي نخرج بنتائج مُرضية.
– أرجو هذا، لا أتخيل أن نكتشف اختباء إله فضائي في كوكبنا، يا لها من طريقة يغزوننا بها!
***

أضف تعليق